الإخوة والأخوات الكرام
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
عذراً أحبتي في الله قد نتوقف قليلاً عن السلسلة المباركة " الصحابة الكرام حول الرسول صلى الله عليه وسلم " لنقدم لحضراتكم بمناسبة مولده صلى الله عليه وسلم نبذة عن حياته صلى الله عليه وسلم قبل وبعد البعثة النبوية . فنبدأ وبالله التوفيق والسداد
* نسبه الشريف
يرجع نسبه الذكيْ إلى رجلٌ تلاقى فيه شرف النسب ، ورفعة الشأن ، وخلود الذكر ، رأس أُمة بأجمعها، سُميت بإسمه ، وهو ( عدنان ) أشهر رجُل من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام.
ولقد أجمع المؤرخون على أن نبي هذه الأمة هو : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصي بن كلاب بن مُرة بن كعب بن لُؤَي بن غالب بن فهر بن مالك بن كنانة بن خُزَيْمة بن مدركة بن إلياس بن مُضَر بن نزار بن معد بن عدنان .
وأما أمه : في آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وهو الجد الخامس للنبي صلى الله عليه وسلم ، وكان وهب يومئذ سيد بني زُهرة نسباً وشرفا ، وكانت آمنة أفضل امرأة في قريش نسباً وموضعاً .
فرسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف ولد آدم حسباً ، وأفضلهم نسباً من قِبَل أبيه وأمه . ابن هشام:السيرة النبوية 1/1-2 ، 110، 156
* مولده المبارك
ولد صلى الله عليه وسلم صبيحة يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة53 قبل الهجرة، في عام الفيل ، الموافق لشهر أبريل من عام 571 للميلاد .
وقد وُلد صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبيه بشهرين ، فهو يتيم ، ومن حديث أصحاب السيَر أن عبد الله بن عبد المطلب وال النبي صلى الله عليه وسلم كان أصغر أولاد عبد المطلب وأحبهم إليه ، وانه كان المتمم للعشرة الذكور أبناء عبد المطلب ، الذي كان قد نذر وهو يحفر زمزم لئن رزقه الله عشرة من الذكور ، ثم بلغوا معه حتى يمنعوه ، لَيَنحرن أحدهم عند الكعبة ، تقرباً وشكراً لله . فلما حل معد الوفاء بالنذر ، عرض الأمر على أولاده فاستجابوا له ، فضرب القداح بينهم ، فخرج القدح على عبد الله ، فلما هم بذبحه ، هرعت إليه قريش فمنعته ، وعرضوا أن يفدوه بأموالهم ، ثم احتكمو إلى كاهنة في خيبر ، فسألتهم: كم الدية عندكم ؟ فقالوا عشرة من الإبل . قالت فارجعوا إلى بلادكم ثم قربوا صاحبكم، وقربوا عشراً من الإبل ، ثم اضربوا عليها وعليه بالقداح ، فإن خرجت على صاحبكم . وفي مكة يضربون القداح على عبد الله والإبل ، ويزيدون فيها حتى صار عددها مائة ، فحينئذ خرج القدح عليها ، فنحرت الإبل كلها .
ولما دخل عبد الله بآمنة وهو في الخامسة والعشرين ، أقام عندها ثلاث ليال ، وكانت هذه عادة القوم حين يدخل الرجل بزوجه عند أهلها .
ثم انطلق بعدها إلى الشام في تجارة ، فأركه المرض وهو بالمدينة ، فأقام عند أخواله من بني النجار ، ثم ما لبث أن مات بها ودُفن هناك .
إن مكة والعالم كله قد استشرفت لقدومه ، واستأنست به ، سيما وأنه ولد في عام أخزى الله أبرهه وجيشه ، وردهم عن بيته المعمور، ولم يحصدوا من عدوانهم إلا الفشل والخسران المبين .
ولقد كان مولده صلى الله عليه وسلم مناسبة طيبة أدخلت السرور والبهجة على بني عبد المطلب أجمعين ، قال ابن هشام: " ان عبد المطلب أخذه فدخل به الكعبة ، فقام يدعو الله ، ويشكر له ما أعطاه " ولعله حينئذٍ كان يتذكر ولده الشاب الراحل " عبد الله " فيحمد الله أن عوضه الحفيد خيراً.
إنها مناسبة كريمة وجديرة بالإحتفال بها ، لذلك احتفى عبد المطلب بمقدم حفيده بأن أمر بناقة فنحرت ، ثم دعا رجال مكة ، فحضروا وطعموا ، وشاركوا عبد المطلب وآله فرحهم واستبشارهم بوليدهم ، الذي سماه جده ( محمداً ) وهو يرجو أن يُحمد في السماء والأرض .
وإلى لقاء في الأسبوع القادم إن شاء الله لنكمل ما بدأناه عن حياته صلى الله عليه وسلم ، قبل البعثه
سيكون اللقاء القادم إن شاء الله عن رضاعته في بني سعد ، ووفاة أمه و جده .
وبالله التوفيق والسداد
اللهم ارزقنا محبتك ، وانعم علينا بالنظر إلى وجهك الكريم ، في جنات النعيم ، وصحبة النبي الهادي الأمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين